زكاة الفطر.. في مكان وجوبها
"التزويغ" من ماكينات المترو..حرام
أين يخرج المسلم زكاة فطره في المكان الذي يعيش فيه أم في مكان قضائه عيد الفطر والرجل الذي يحدث نفسه بالسوء ولا يفعل ومدي ما يقع عليه من ذنب والخروج من ماكينات مترو الأنفاق وترك الآخرين يخرجون دون تذكرة.
كانت هذه موضوعات أسئلة القراء التي أجاب عنها العلماء. يسأل القاريء محمود عبدالباري الشرقاوي من الدقهلية قائلا: أعود من سفري بمقر عملي قبل العيد بيوم واحد لأقضي العيد مع أسرتي. فأين أخرج زكاة الفطر. في مقر عملي الذي صمت رمضان فيه أو في قريتي التي أفطر فيها؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فرحات عبدالعاطي - أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر - يقول: زكاة الفطر من خصائص هذه الأمة وسميت زكاة الفطر لأنها تجب بالفطر وهي ما يخرجه المسلم من ماله للمحتاجين طهرة لنفسه وجبرا لما يكون قد حدث في صيامه من خلل مثل لغو القول وفحشه. فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: فرض رسول الله - صلي الله عليه وسلم - زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. وهذه الزكاة تحقق معني التكافل والتراحم والبر بالفقراء بإدخال السرور في قلوبهم وإشاعة الفرحة بينهم حتي لا يشعروا بمرارة الحرمان وذل السؤال في يوم يوسع المسلمون فيه علي عيالهم. قال - صلي الله عليه وسلم - "اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم". وحكم زكاة الفطر أنها واجبة وشروط وجوبها. الإسلام. ووجود ما يزيد علي حاجة المزكي وحاجة من تلزمه نفقته ليلة العيد ويومه وبهذا قال جمهور من الفقهاء.
ووقت وجوبها قال فيه جمهور الفقهاء تجب زكاة الفطر بغروب شمس ليلة العيد. ويجوز عند الشافعية تقديم زكاة الفطر من أول يوم من شهر رمضان. ويجوز عند المالكية والحنابلة تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين لا أكثر لقول ابن عمر: كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين وحتي يتحقق المقصود من قوله - صلي الله عليه وسلم - "اغنوهم عن السؤال في ذلك اليوم" وبالنسبة لما ورد في السؤال. فإن كان قد أخرجها قبل سفره فهذا يكفيه بناء علي ما ذهب إليه الشافعية من أنه يجوز دفعها من أول رمضان. أما إذا لم يكن قد أخرجها فيجب عليه إخراجها في البلد الذي غربت عليه فيه شمس آخر يوم من رمضان. فالمعتبر في صدقة الفطر المكان الذي فيه المتصدق وقت الوجوب.
أما بالنسبة لباقي أسرته إن كان مسئولا عن إخراجها عنهم فعليهم أن يخرجوا الزكاة في البلد الذي يقيمون فيه لأن الزكاة ينبغي أن توزع في محل وجوبها علي المزكي ولا يستحسن نقلها إلي بلد آخر مادام يوجد فقراء في البلد الذي يقيم فيه من وجبت عليه الزكاة.
والله أعلم التسلق من البوابة يسأل القاريء حامد محمود حسن من القاهرة. قائلا: أستخدم مترو الأنفاق كوسيلة للمواصلات. وحينما أدخل أو أخرج من الجهاز المعد لوضع أو سحب التذكرة أجد بعض الناس يدخلون أو يخرجون معي دون تذكرة فهل أكون بذلك مشاركا في الإثم؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر - أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق - يقول:
علي كل فرد أن يؤدي واجباته وما عليه للدولة التي تؤويه وترعي مصالحه. ومن الثقافة الشرعية ألا ينسي الإنسان واجباته نحو الدولة وإن كانت هذه الواجبات صغيرة يستهين بها بعض الناس مثل الالتزام بالحرص علي التذكرة التي يركب بها المترو أو أي وسيلة من وسائل المواصلات فإذا كان هذا السائل الكريم يحمل اشتراكا أو تذكرة تسمح له باستخدام وسيلة المواصلات ثم يأتي آخر لا يحمل اشتراكا أو تذكرة ليمر خلفه مستغلا فتح البوابة بالاشتراك أو التذكرة فإنما هو متسلق يحاول أن يعيش بغير حق يدفعه ولا بغير واجب يلتزم به فإذا استطاع هذا السائل أن يمر بسرعة بحيث لا يمكن غيره من المرور بغير تذكرة أو اشتراك فهذا هو الواجب المطلوب. ومن الأمانة عدم تمكين من يرتكب الخطأ من ارتكابه. كما أنه ليس مطلوبا منه أن يفتعل معارك وخصومات مع كل هؤلاء المتسلقين وإنما كل ما عليه أن ينصح غيره بالالتزام وبالحصول علي التذكرة ليتساوي مع غيره من المواطنين في الالتزام بالحقوق والواجبات. ولنعلم جميعا أن هذه المرافق ملك لنا جميعا ووديعة في أيدينا ونحن مكلفون بحراستها وصيانتها لأنها من الأمانات التي أمرنا الله بحفظها طبقا لمباديء الإسلام الذي أمرنا بحفظ الأمانات إذا كانت في حراستنا وبرد الودائع إذا كنا مأمورين بردها. قال الله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها".
ونحسب أن نشير إلي أن هؤلاء الذين يعفون أنفسهم من الواجبات والحصول علي التذاكر إنما يخونون أنفسهم ويخونون دولتهم ودينهم وليس بمثل هؤلاء تتشكل الأمم الصالحة التي تبغي النهوض.
والله أعلم