منظار الجهاز الهضمي في نهار رمضان.. مفطر
عمل المنظار في نهار رمضان بالجهاز الهضمي وزيارة الأقارب لأداء واجب العزاء من وراء الزوج ونزول القرآن علي الرسول في رمضان هل نزل كله؟
كانت هذه موضوعات أسئلة القراء التي أجاب عنها العلماء. تسأل القارئة ف.م. ز من الاسماعيلية. قائلة: زوجي يمنعني من أداء بعض الواجبات الإنسانية تجاه الآخرين وبخاصة واجب العزاء مما يؤدي إلي غضب البعض مني فاضطر في بعض الأحيان أن أذهب لأدائها دون علمه فهل اعتبر بذلك آثمة؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول:
قال الله تعالي في بيان ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الزوجين: "وعاشروهن بالمعروف" كما أوجب علي كل من الزوجين حقوقا لا تقل في أهميتها عن حقوق الطرف الآخر. وإن اختلفت في طبيعتها وكيفية أدائها قال الله تعالي: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".
وهذه الحقوق التي تجب علي كلا الزوجين تجاه الطرف الآخر متولدة من العقد المبرم بينهما لذلك شدد رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله: "استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم أخدتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله" وفي مقابلة ذلك أوجب الله علي الزوجة كثيرا من الحقوق تجاه زوجها ومن أعظم هذه الحقوق إظهار الطاعة للزوج فيما يرضي الله تعالي والوقوف عند أمره ونهيه في الاذن لها في الخروج من المنزل فلا تخرج من البيت إلا بإذنه سواء كان لواجب العزاء أو لزيارة أقاربها أو للسوق أو للعمل أو لغير ذلك من الأغراض. كما لا يجوز لها أن تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه ويستثني من ذلك زيارة الوالدين أو أحدهما: فلا يجوز للزوج أن يمنعها من زيارتهما لكن في الوقت الذي يرضي به الزوج. وحتي لو حلف عليها بمنعها من ذلك.
فإنه يحكم عليه قضاء بأن يحنث في يمينه فإن كان يخشي عليها من ذهابها إلي والديها بأن تفسد العلاقة الزوجية بينهما فإنه يقضي عليه بأن يأتيا لزيارتها في بيت زوجها بحضوره وبالنسبة لما ورد في السؤال فالزوجة آثمة بمخالفة زوجها وخروجها دون علمه ولا يجبر الزوج علي شيء من ذلك إلا علي زيارة والديك لكن بعلمه ورضاه.
والله أعلم زكاة الفطر والمال
يسأل القاريء دسوقي السيد علي من بورسعيد قائلا: هل مصارف زكاة الفطر هي مصارف زكاة الأموال الثمانية؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر يقول:
زكاة الفطر تفرض علي الجميع من كبير وصغير وغني وفقير وحر وعبد ولا يشترط فيها حولان الحول.. عليها ولا بلوغها النصاب وتسمي زكاة الرءوس لأنها تؤخذ علي كل رأس أما زكاة المال فإنها تختلف عن زكاة الفطر لأنها تجب علي المسلم عند بلوغ النصاب وأن يحول عليها الحول.
وزكاة الفطر تجب بدون أن تصل إلي النصاب المحدد وبدون أن يحول عليها الحول. فهي مرتبطة بشهر الصوم.
ومصارف الزكاة محددة ومعلومة قال الله تعالي: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم".
وقد أجمع الفقهاء علي أن مصارف زكاة الفطر هي مصارف زكاة المال وأجمعوا علي أن ورود المساكين في قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: في زكاة الفطر: "طعمة للمساكين" ليس للتخصيص بهم إنما ذكرهم من باب إغنائهم عن السؤال يوم العيد.
وقد ورد ذلك في قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم".
والله أعلم المنظار للصائم
تسأل القارئة س.م.ع من بلتان قليوبية قائلة: قمت بعمل منظار للجهاز الهضمي وأنا صائمة.. فما حكم الدين في صيامي؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور مصباح المتولي حماد وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: القاعدة ان الفطر يكون مما دخل وليس مما خرج وبما أن المنظار قد دخل إلي الجوف فإنه يكون مفطراً.. فالجهاز الهضمي يعد من الجوف وما دخل إلي الجوف فهو مفطر.
وننصح المرضي الذين يحتاجون إلي مثل هذا المنظار أن يفعلوه ما بين الإفطار والسحور وإن كانت الحالة تستدعي ذلك.
أما إن كان هناك فسحة فليفعلوه بعد شهر رمضان وبالنسبة لما ورد في السؤال فمن أجري له هذا المنظار في نهار رمضان عليه قضاء يوم مكانه ولا يشترط أن يكون بالمنظار مواد يتركها داخل الجهاز الهضمي فدخول المنظار في حد ذاته مفطر لأنه مما دخل إلي الجوف.
والله أعلم الأعتكاف وأوقاته
يسأل القاريء بيومي محمود عبده من المنيا. قائلاً: هل للاعتكاف في المسجد وقت محدد. وما هي شروطه؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر يقول:
الاعتكاف هو لزوم المسجد والمكث فيه بنية التقرب إلي الله تبارك وتعالي. وهو من أفضل القربات والطاعات بالإجماع ودل عليه الكتاب والسنة النبوية المطهرة قال الله تعالي: "وعهدنا إلي إبراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود" ومن السنة ما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما فهو مستحب وتتأكد سننه في العشر الأواخر من رمضان فهو عبادة جليلة يترتب عليه صفاء الروح ونقاء القلب لما فيه من الانقطاع عن شواغل الدنيا والاشتغال بتحصيل ثواب الآخرة. لهذا كان يفعله رسول الله في العشر الأواخر من رمضان في كل عام. والأفضل أن يكون في مسجد جامع تقام فيه الصلوات الخمس للخروج من خلاف العلماء الذين اشترطوا ذلك ولاحد ولا قلة عند الجمهور فيجوز الاعتكاف لأي مدة مهما قصرت. وبناء علي ذلك فمن خرج انقطع اعتكافه وعليه أن يحدد النية عند دخول المسجد مرة ثانية. ويستحب للمعتكف ان يشغل نفسه بالصلاة والاكثار من تلاوة القرآن وكثرة ذكر الله تعالي والصلاة والسلام علي رسول الله. ويكره للمتعكف اشغال نفسه بما لا يعنيه من الاقوال والافعال.. ويخرج المعتكف لما لابد منه إذا تعين عليه وهو في معتكفه.
والله أعلم